التسوّس... ما حلّه؟حتى لو كان التسوّس يتكوّن بالطريقة نفسها دائماً، إلا أنّ علاجه يختلف بحسب درجة تقدّمه. إنه سبب إضافي لاتّخاذ تدابير وقائيّة.
المذنب الوحيد في تشكّل التسوّس هو الصفيحة الجرثوميّة. بعد كلّ وجبة، تتراكم البقايا الغذائية على الأسنان. إذا لم نتخلّص منها، تستقرّ الجراثيم عليها وتحوّل السكريّات الموجودة إلى أحماض تهاجم شنب الأسنان. هكذا يبدأ التسوّس بالانتشار. لكن حتّى هذه المرحلة، يمكن عكس هذه العمليّة. لفعل ذلك، من الضروريّ التركيز على تنظيف الأسنان بانتظام.
حماية الأسنان
ينبغي تفادي تناول الطعام بين الوجبات، لأن الوتيرة التي نأكل فيها أهمّ من الأنواع التي نأكلها في هذا المجال. في الواقع، يساهم اللعاب في التخفيف من حدّة الأحماض، وبالتالي مكافحة تكوّن التسوّس، إلا أنه يصبح عاجزاً عن ذلك إذا استمرّ تدفّق المواد التي تسمح للجراثيم بتصنيع الأحماض. ننصح بالمواظبة على غرغرة الفم بسائل من الفلور أو أيّ مادّة مضادّة للجراثيم لكبح عمليّة فقدان المعادن. على صعيد آخر، يتيح مضغ العلكة تنشيط إفراز اللعاب، وبالتالي التخفيف من الأحماض. إنها المنفعة الوحيدة من العلكة لأنّها لا تنظّف الفم أبداً.
أخيراً، لا بدّ من زيارة سنويّة لطبيب الأسنان. مع تطوّر تصوير الأشعّة، يسهل اليوم رصد وجود التسوّس قبل تطوّره. في الواقع، يمكننا الخضوع لصور أشعّة عكسيّة لتاج الأسنان (المنطقة الظاهرة من الأسنان)، ما يسمح بتصوير هذه المنطقة بطريقة دقيقة. كذلك، ثمة أنواع صور أشعّة، تُسمّى «صور مخروطيّة طويلة»، تعطي صوراً بالحجم الحقيقي. لكن إذا أصيب عاج الأسنان أو لبّ الأسنان بالتسوّس، لا بدّ من الخضوع للعلاج.
معالجتها
شهد هذا المجال تطوّراً ملحوظاً. فقد أصبح أطباء التخدير أسرع في العمل وأكثر كفاءة، ما يسمح بمعالجة التسوّس في جلسة واحدة بعد أن كانت العمليّة تتطلّب جلستين سابقاً. كذلك، أصبحت المواد المستعملة، كالرَّتِنج والغراء، تجفّ بشكل أسرع، ما يتيح سدّ التجويف دفعةً واحدة. يسمح استعمال مادّة الرَّتِنج، التي تثبَّت مباشرةً على السن من خلال عمليّة كيماوية، بمعالجة الأسنان من دون الحاجة إلى نخرها في العمق، لأنّ طبيب الأسنان لا يحتاج إلى التعمّق للوصول إلى السن المسوّس كما سابقاً. في الماضي، كان ترصيص الأسنان يتطلب أحياناً نخر التجويف بشكل أعمق لمعالجة التسوّس، ما يعني عمليّة مؤلمة لا بدّ من تكرارها. بفضل هذه التقنيّات الحديثة، حتى أكثر حالات التسوّس عمقاً لم تعد بالخطورة نفسها كما سابقاً. لكنّ ذلك لا يعني إهمال الاعتناء بالفم والأسنان!
رأي الأطبّاء
- لماذا يكون البعض أكثر عرضةً لتسوّس الأسنان من غيره؟
في الظروف نفسها، يتفاوت احتمال الإصابة بالتسوّس من شخص إلى آخر. يتوقّف ذلك على الحالة الصحيّة، وقوّة جهاز المناعة، ولا ننس العامل الوراثي. بالتالي، يعاني البعض من صفار الأسنان أو يفرز لعاباً يكون أقلّ فاعليّة في امتصاص الأحماض. إذا كنت ممّن يعتنون جيّداً بنظافة الأسنان، فلا شكّ في أنك من أكثر الأشخاص حساسيّة. ننصح في هذه الحالة بتكثيف زيارتك لطبيب الأسنان.
مراحل تطوّر التسوّس...
• المرحلة الأولى: لا يطال التسوّس إلا شنب الأسنان. في البداية، قد يُشفى تلقائياً.
• الثانية: يمتدّ التسوّس إلى عاج الأسنان: يُسدّ التجويف بواسطة مادّة الرَّتِنج.
• الثالثة: يصل التسوّس إلى لبّ الأسنان: يتطلّب بعض الحالات سحب عصب السن.